يمتلك جسم الإنسان مجموعة من الحواجز الطبيعية التي تقاوم تسرّب الجراثيم وتحميه من الأمراض. يُعَدُّ الجلد الذي يغطّي كامل الجسم أول حاجز يمنع تسلل الجراثيم إليه، حيث يعمل كحاجز فعَّال يمنع وصولها إلى الأنسجة الحيوية. أما الجهاز الهضمي، فيتصدى للجراثيم التي قد تدخله عن طريق إفرازات الغدد اللعابية والعصارة المعدية وغيرها، مما يساعد على تدمير الجراثيم المعدية وإزالتها.
كما يقوم التجويف الأنفي بدور مهم في صد الجراثيم قبل دخولها إلى المسالك التنفسية. يحتوي التجويف الأنفي على غشاء مخاطي يمنع وصول الجراثيم ويحتوي على شعيرات صغيرة تعمل على احتجاز الجسيمات الضارة والجراثيم وتجريدها من فرصة الدخول إلى الممرات التنفسية.
هذا بالإضافة إلى دور الغدة الدمعية، التي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة العين. تقوم الغدة الدمعية بإفراز الدموع التي تساعد في غسل العين وتطهيرها من الجراثيم والأوساخ التي قد تدخل عن طريق العين، وهذا يعمل على منع انتشار العدوى إلى العين والمحافظة على صفاء الرؤية وصحة العين بشكل عام.
باختصار، تتكون حواجز الجسم الطبيعية من الجلد والجهاز الهضمي والتجويف الأنفي والغدة الدمعية، وجميعها تعمل بشكل متكامل لمقاومة وإبعاد الجراثيم والمسببات الضارة عن الجسم والمحافظة على صحته وسلامته.
1- وظيفة الجلد في حماية الجسم:
يشكل الجلد حاجزًا منيعًا يمنع تسرّب الجراثيم إلى داخل الجسم. يغطي الجلد كامل الجسم خارجيًا ويكوّن غلافًا مخاطيًا داخليًا يغطي جميع التجاويف الداخلية مثل الأنبوب الهضمي والمجاري التنفسية.
سُمك الجلد يختلف باختلاف المواقع، حيث يكون أكثر سُمكًا في المناطق المعرضة للاحتكاك والضغط والحوادث. يقاوم الطبقة القرنية من الجلد جميع هذه العوامل الخارجية، وعلى سبيل المثال، يبلغ سُمكه في القدم حوالي 5 ملم. يحمي الجلد الجسم من دخول السوائل إليه، وبذلك يمنع وصول المواد الكيميائية والمواد السامة إلى داخل الجسم.
بهذه الطريقة، يظهر أن الجلد هو حاجز طبيعي فعّال يحمي جسم الإنسان من التهديدات الخارجية ويقاوم الجراثيم والميكروبات المحتملة التي قد تؤثر على صحته.
2- الالتهاب الموضعي وأعراضه:
عندما يتعرض الجلد للجروح أو الحروق أو الوخز بالإبر، يمكن أن تدخل الجراثيم الضارة إلى داخل الجسم عبر هذه الثغرات وتجد ظروفًا ملائمة للتكاثر والاستمرار في النمو. تحت هذه الظروف، قد يحدث ما يعرف بالالتهاب الموضعي، وهو رد فعل مناعي يحدث في المنطقة المصابة لمحاولة التخلص من الجراثيم وإصلاح الضرر.
تتمثل أعراض الالتهاب الموضعي في احمرار المنطقة المصابة وارتفاع درجة حرارتها، وذلك نتيجة تمطّط الشعيرات الدموية في المنطقة المتضرّرة، حيث تتدفق المزيد من الدم لنقل الخلايا المناعية والمواد الضرورية لمكافحة العدوى والتئام الجرح. وقد تسبب مواد السموم التي تفرزها الجراثيم أيضًا تهيج النهايات العصبية الموجودة في الجلد، مما يؤدي إلى الشعور بالألم في المنطقة المصابة.
يعد الالتهاب الموضعي آلية دفاعية طبيعية تستخدمها الجسم لحماية نفسه من العدوى والضرر. في بعض الحالات، يمكن أن يكون الالتهاب مفيدًا لمعالجة الإصابة، لكنه قد يصبح مزعجًا إذا استمر بشكل مزمن أو لم يتم معالجته بشكل مناسب.
من المهم العناية بالجروح والحروق والمساعدة في التطهير الجيد للجلد وتطبيق العلاجات المناسبة للمساعدة في الشفاء والوقاية من التعفن الجرثومي وتفاقم الحالة.
عندما يحدث تسرّب للجراثيم ويحدث التعفن، تعد الكريات البيضاء الخط الأول للدفاع للتصدي للجراثيم ومحاربتها. تتحرك الكريات البيضاء نحو موضع التعفن عن طريق اختراق جدران الشعيرات الدموية بأعداد كبيرة.
عندما تصل الكريات البيضاء إلى منطقة التعفن، تحيط كل كرية بيضاء بالجرثومة وتلتهمها باستخدام عملية تسمى "البلعمة"، حيث تقوم بالتخلص من الجراثيم بفضل حبيباتها التي تحتوي على أنزيمات هامة لهضم الكائنات الحية الدقيقة الضارة. تقوم الكريات البيضاء بتحطيم الجراثيم وتفتك بها وتقضي عليها.
إذا نجحت الكريات البيضاء في قتل الجراثيم والفوز في هذه المعركة، يتوقف التعفن وتبدأ عملية الشفاء. يعد نظام المناعة الجسمي هذا آلية هامة للحماية من العدوى والتأكد من أن الجسم يبقى في حالة صحية جيدة.
لكن يجب أن نلاحظ أن الاستجابة الدفاعية للكريات البيضاء قد تحتاج إلى مساعدة من قبل العلاج الطبي، وخاصة في حالات التعفن الشديدة أو المزمنة. قد يتطلب الأمر استخدام المضادات الحيوية لمكافحة الجراثيم إذا كانت الكريات البيضاء بحاجة للمساعدة الإضافية للتغلب على العدوى.